منذ تخرجه من جامعة بغداد، كان حلم الدكتور عبدالله كمال أن يفتتح عيادة بخدمة 24 ساعة في مملكة البحرين. غير أن الكثير ممن حوله لم يشجعه على الفكرة كونها فكرة جديدة وغير مألوفة في البحرين ومنطقة الخليج آنذاك. ولكن إصراره وشجاعته أمام المعارضة التي واجهته مكَّنته، بتاريخ 2 نوفمبر 1974، من استقبال أول زائر له في عيادته الخاصة الكائنة في شارع الشيخ عيسى والتي كانت آنذاك مكوَّنة من عدد من الغرف المستأجرة في الطابق الأرضي من منزل أحد أنسبائه وهو محمد عيد الخاجة.
ومنذ ذلك الوقت، وبالعمل الدؤوب والإصرار الحازم والإخلاص تجاه مرضاه ومهنته، والأكثر من ذلك الدعم الشامل من أفراد عائلته وبالأخص زوجته لوته كمال التي كانت تسانده وبجانبه منذ البداية، فقد تمكن الدكتور عبدالله كمال من توسعة عيادته إلى أن صارت كما هي متعارف عليها في الوقت الحالي. وبإضافة عدد من الأطباء المتميزين من أمثال الدكتور أسامة فؤاد سنة 1982، والدكتور ناجي صالح سنة 1983، والدكتور طارق قلدس سنة 1987، أصبحت عيادة الدكتور عبدالله كمال أول عيادة تقدم خدمات صحية على مدى 24 ساعة في مملكة البحرين. ومنذ ذلك الحين لم تُغلق أبواب العيادة إلى يومنا هذا.
لقد قام الدكتور عبدالله كمال بشراء المقر الحالي لعيادته سنة 1985، وكانت رؤيته المستقبلية هي بناء عيادة عصرية متطورة يمكنها التوسع إلى أن تصبح مستشفى في المستقبل. وتم افتتاح المقر الحالي للعيادة سنة 1991 بعد عامين من البناء. غير أن وفاة الدكتور عبدالله كمال المؤسفة بتاريخ 23 مايو 1995 حالت دون التقدم في خطته التي كان قد بدأ بها لتحويل العيادة إلى مستشفى. وبالرغم من ذلك، فإن عيادة الدكتور عبدالله كمال استمرت من بعده وأخذت تتطور باستمرار. فبالإضافة إلى الخدمات الصحية الشاملة التي كانت وما زالت تقدمها العيادة، فقد أصبحت الآن تحتوي على مختبر مجهز بالكامل وغرفة للعمليات البسيطة وأجهزة قياس الإجهاد وتخطيط القلب والزيارات المنزلية وقسم للأشعة مجهز بالكامل بأجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية والأشعة السينية والتنظير.
حينما ننظر للوراء ونتأمل كل تلك الإنجازات العظيمة والنجاحات الرائدة التي لم تكن فقط على مستوى العيادة بل أيضاً على صعيد الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المُقدَّمة للشعب في مملكة البحرين، فلا عجب حين يُطلق على الدكتور عبدالله كمال بأب الطب الخاص في البحرين.